الكاتب : د.الهادي الجطلاوي

إنّ كتّاب القصّة والرواية اليوم باللغة العاميّة يجدون صعوبة في تحويل اللغة العاميّة الشفويّة المنطوقة إلى لغة مكتوبة كما أنّ قارئ هذه العاميّة المكتوبة يجد نفسه أمام أبجديّة مختلفة من كاتب إلى آخر وأمام تركيب غريب للحروف العربيّة لا عهد لعينه و لا لدماغه به و رغم صعوبة تهجية القارئ لهذه الرسوم العاميّة فإنّ الكتابة السرديّة بالعاميّة تجد عند جمهور القرّاء رواجا كبيرا. و ليس يسعنا في هذا المبحث اللغوّي أن نتوسّع في تأويل هذا الإقبال الكبير على الكتابة السّرديّة بالعاميّة, ولكنّ تفشّي هذه الظاهرة الحديثة في رفع مقام العاميّة إلى مقام الإضطلاع بالمهمّة الأدبيّة السّرديّة قد كان دافعا لنا إلى إعادة النظر في العاميّة أن كنّا في بحوث سابقة معالجين لبعض المسائل الجزئيّة من مسائلها فكان هذا الرواج الذي تشهده العاميّة اليوم فرصة لإقتفاء حضورها في الكتابة السّرديّة والوقوف على خصائصها الصوتيّة و المعجميّة والتركيبيّة و التخييليّة و سبل اشتغالها.